الاثنين، مايو ١٤، ٢٠١٢

البندول


الماضى والمستقبل عملونى سندوتش
باتمرجح بينهم
متعلق فى بندول
بالليل يودّينى هناك
وبالنهار يعلّقنى فى شباك
أتفرج منه على الناس – والناس تتفرج علىّ -
الخيال والواقع
الشعر والسكات
البدايات والنهايات
العشا قدام التليفزيون
والسهر فى التليفونات
خمس أو عشر بندولات
بحركات توافقيه بسيطه
بيتعقدوا و بيعقدونى
وانا أصلاً متعقد جاهز
من حزن بياكل قلبى
كل ما اشوف الورد البلدى يفتّح بمبه و أحمر ونبيتى
ويموت سُكّيتى على الشجره
لا الولد اللى بيتكلّم فى موبايله بيبصّ عليه
ولا بنت جميله تروح تقطفه لحبيبها اللى بيتمشّى على الكورنيش والبحر ماهوش جنبه
الماضى محمّل للناس ذنبه
والحاضر غايب
والمستقبل سايب
أحكام باحكمها على الزمن اللى بينهينى و بانهيه
أحكام مش مسئوله
أحكام مبلوله بحقد وغيره
أيوه باغير
علشان باتغيّر وادبل
ولا حدش جه يقطفنى
علشان ولا واحد نفسه بجد يشوفنى
وكمان أنا أهبل فى كلامى
دايماً مش متأكد
دايماً مش مبسوط ولا حد عاجبنى
ليك حق يا ابنى تأنّبنى
ليك حق تسيبنى يا ليل وتنام
ليك حق تسيبنى ... يا نهار و تروح الشغل
و ما ليش حق فى انى أبهدل نفسى
واتخانق ويّا الزمن اللى ما بيشيبش
لازم اعلّم روحى تشيب
واسيبها تشيب
وارجع
واسرح
وأغيب
وانا باتمرجح

انا متعلّق فى البندول
و باروح بيتنا
القى الأرض موكيت مبلول
وارجع شغلى
أطلب نفسى على المحمول
دايما يرجع صوت مشغول
وانا متعلق

أنا باتمرجح عرض و طول
وساعات دوغرى
نفسى افلت من جدرى وأجرى
واعمل إيه فى خيال مشلول
فاكر إن السقف سما
والمستقبل ما بينقصش
مع ان الماضى بيزيد
حكاياته بتكتر و بتملا
قلبى بحكمه و بتجاعيد
وانا متعلق

انا طفل فى مرجيحه قديمه
مفاصلها زيى بتزيق
خلقها ضيق
بتطيرنى أطير واتفرج
من ناحيه المدرسة مشتركه
بتحيى مصر العربيه
من ناحيه فلسطين عراقيه
من ناحيه دولة عمال
من ناحيه رجال الأعمال
والمراجيحى يشد فرامل
وانا مش نازل
أنا متعلق

أنا طاير بهدوم العيد
أنا حبّيب مكسوف غيّار
أنا شاعر أنا أب جديد
أنا ماشى بين الأشجار
باتدرب انى أكون جد
ومشاهد عمرى على جدار
واصل بين الأمس و غد
وانا متعلق
فى البندول
والبندول جوه الصندوق
والصندوق حته من الساعه
والساعه على حيطه قديمه
والحيطه ماشيه فى الوقت
والبندول كل ما يتحرك
الدنيا ملامحها بتخفى
والألوان بتخف تخف
تخف تخف تخف و تصفى
والكوره الأرضيه تلفّ
وانا متعلق
2006