الأربعاء، أكتوبر ٠٩، ٢٠١٣

الناس اللى ....


الناس اللى مبالغة فى شرح طقوسها اليومية
وبيقدسوا قهوتهم
ويمجدوا وحدتهم
ويصوروا رجليهم وإيديهم
ولما بيتشاتوا .. صوابعهم تبقى لسانهم وودانهم تبقى عينيهم
وحياتهم فى شاشاتهم
ويأبديتوا ستيتساتهم ... كل دقيقتين

الناس اللى بتعمل صايعة
واللى كأنها ضايعة
ومش عارفة الليلة حنسهر فين

الناس اللى فى أى مناقشة لا يمكن تقهر
وهزائمهم لا تذكر
ومناقشاتهم بتزود أعداد الفولوورز
فى الأسبوع ألفين

الناس اللى افترضت إن الوهم حيبقى فضاءها
والناس اللى بتشتم بالأم وأعضاءها

واللى اختصروا التعبير والإحساس
وبيضحكوا وبيزعلوا وبيغمزوا بالأقواس

الناس اللى بتسمع كل أغانى الدنيا من سيد درويش لسعاد ماسى
والناس اللى اختارت فى الفن الناس اللى الناس رفضوهم
وماعجبهمش سياسى 
وما عجبهمش أبوهم
واللى فى أى رواية بيتندهوا
وبيكرهوا أو بيحبوا باولو كويلهو 
وبيقروا كمان كونديرا وماركيز
الناس دى ولاد وبنات عواجيز أطفال أو أطفال عواجيز

الناس دى - لا مؤاخذة – إنت واحد منهم
وانا واحد منهم
وكمان
واحد من أهاليهم

والناس دى - كده بالإحساس
بكرة حيخرجوا للدنيا
وأحسن ناس

الاثنين، مايو ١٤، ٢٠١٢

البندول


الماضى والمستقبل عملونى سندوتش
باتمرجح بينهم
متعلق فى بندول
بالليل يودّينى هناك
وبالنهار يعلّقنى فى شباك
أتفرج منه على الناس – والناس تتفرج علىّ -
الخيال والواقع
الشعر والسكات
البدايات والنهايات
العشا قدام التليفزيون
والسهر فى التليفونات
خمس أو عشر بندولات
بحركات توافقيه بسيطه
بيتعقدوا و بيعقدونى
وانا أصلاً متعقد جاهز
من حزن بياكل قلبى
كل ما اشوف الورد البلدى يفتّح بمبه و أحمر ونبيتى
ويموت سُكّيتى على الشجره
لا الولد اللى بيتكلّم فى موبايله بيبصّ عليه
ولا بنت جميله تروح تقطفه لحبيبها اللى بيتمشّى على الكورنيش والبحر ماهوش جنبه
الماضى محمّل للناس ذنبه
والحاضر غايب
والمستقبل سايب
أحكام باحكمها على الزمن اللى بينهينى و بانهيه
أحكام مش مسئوله
أحكام مبلوله بحقد وغيره
أيوه باغير
علشان باتغيّر وادبل
ولا حدش جه يقطفنى
علشان ولا واحد نفسه بجد يشوفنى
وكمان أنا أهبل فى كلامى
دايماً مش متأكد
دايماً مش مبسوط ولا حد عاجبنى
ليك حق يا ابنى تأنّبنى
ليك حق تسيبنى يا ليل وتنام
ليك حق تسيبنى ... يا نهار و تروح الشغل
و ما ليش حق فى انى أبهدل نفسى
واتخانق ويّا الزمن اللى ما بيشيبش
لازم اعلّم روحى تشيب
واسيبها تشيب
وارجع
واسرح
وأغيب
وانا باتمرجح

انا متعلّق فى البندول
و باروح بيتنا
القى الأرض موكيت مبلول
وارجع شغلى
أطلب نفسى على المحمول
دايما يرجع صوت مشغول
وانا متعلق

أنا باتمرجح عرض و طول
وساعات دوغرى
نفسى افلت من جدرى وأجرى
واعمل إيه فى خيال مشلول
فاكر إن السقف سما
والمستقبل ما بينقصش
مع ان الماضى بيزيد
حكاياته بتكتر و بتملا
قلبى بحكمه و بتجاعيد
وانا متعلق

انا طفل فى مرجيحه قديمه
مفاصلها زيى بتزيق
خلقها ضيق
بتطيرنى أطير واتفرج
من ناحيه المدرسة مشتركه
بتحيى مصر العربيه
من ناحيه فلسطين عراقيه
من ناحيه دولة عمال
من ناحيه رجال الأعمال
والمراجيحى يشد فرامل
وانا مش نازل
أنا متعلق

أنا طاير بهدوم العيد
أنا حبّيب مكسوف غيّار
أنا شاعر أنا أب جديد
أنا ماشى بين الأشجار
باتدرب انى أكون جد
ومشاهد عمرى على جدار
واصل بين الأمس و غد
وانا متعلق
فى البندول
والبندول جوه الصندوق
والصندوق حته من الساعه
والساعه على حيطه قديمه
والحيطه ماشيه فى الوقت
والبندول كل ما يتحرك
الدنيا ملامحها بتخفى
والألوان بتخف تخف
تخف تخف تخف و تصفى
والكوره الأرضيه تلفّ
وانا متعلق
2006

السبت، سبتمبر ١٢، ٢٠٠٩

القطة البيضاء

قطة بيضاء من قطط البيوت.

تقضى حاجتها فى رملٍ معالجٍ و تأكل الأكل المعلب.

تقف على حوض أبيض مكتوب عليه "القياس المثالى" وتمروح لسانها الأحمر على سرسوب ماء من الصنبور الفضى لتشرب.

تجرى خلف كرياتٍ من فضةِ أغلفةِ الحلوى وفقاعات الصابون وتلعبك الخيط وتلعب.

تخاف الفئران وخروشة الأكياس القادمة من السوبر ماركت وأقدامَ الغرباء وتهرب.

تنظر ببلاهة إلى بالونات الهليوم التى تهوى من الأرض إلى السقف فى أعياد الميلاد وتطارد المؤشر على شاشة الويندوز وتزوم للعصافير والذباب وآباء الدقيق وتزحف هازةً ردفيها استعداداً للانقضاض المباغت على الهدف المتحرك ... لكن السلامة لأعدائها أقرب.

تجلس مستمتعة على حقيبة جلدية سوداء خرج منها عودٌ يسافر بعازفه ومستمعيه من عشرينيات القرن العشرين إلى سبعينياته ماراّ بالإذاعة المصرية ومدرجات الجامعة ومدينة الرحاب ثم إلى الثقب الأسود.



فى يوم من أيام الشتاء دق جرس الباب ورأيتها على صدر أمها التى ناولتها لى وقالت: "أعطها حناناً فهى خائفة" فحملتُ جسداً دافئاً مرتعشاً بيدين باردتين مرتعشتين ووضعتها على السجادة الحمراء فخطت خطوتين ثم التفتت وقالت: "هل كتبت قصيدة فى هجاء جنسنا" فقلت مبتسماً: "نعم" قالت: "ستحبنى وستبكى كالأطفال. مسكين أنت أيها الرجل المعذب".



ها هى الآن أمامى تحت قدمىّ تلهث كالكلب وينقبض جسدها ليدفع أكياس الأجنة من أحشائها وتنظر لى نظرة زائغة ومتعبة ... – "أتريدين المساعدة .. أنا لا أستطيع إلا أن أمسد رقبتك وأربت على ظهرك وأطلب النجدة بالجوال".



تأتى قريبتنا لتخرج الجنين الأول ميتاً.



تصرخ صرخة عظيمة وتبخ مشهرة مخالبها فى وجه الممرض الذى أعطاها حقنة إحماء الطلق قائلة: "لا تنسوا أننى قطة".

ها هى تحت رحمة المساعدين الذين يحلقون شعرها استعداداً للقيصرية.

قطة بيضاء من قطط البيوت ممدة على طاولة العمليات تتنفس فى موت البنج والعود البلاستيكى فى فمها يباعد بين الفكين والكانيولا مثبتة فى رسغها ومقص الجراح ومشرطه ويمناه ويسراه المنزلقتان فى قفازين مطاطين يعملون جميعاً فى إخراج القطيطات من بطن مخدرة.



قطيطة من الأربع نزلت ميتة.



لماذا أخجل من دموعى الآن.

لماذا أهرب ببكائى من أمام ابنتى وأمشى فى دوائر حول العيادة.

هل لاحظ بواب العمارة المجاورة وأسرته الذين يجلسون أمام المدخل أننى أبكى من أجل قطة.

هل عرفت قطط الشارع أننى أبكى من أجل قطة.

هل ابتسم صاحب الكشك على ناصية الحديقة وهل غضب راكبو الميكروباص والواقفون فى طوابير العيش وحاملو جراكن المياه وجنود الأمن المركزى الغلابة وآلاف المرضى فى المستشفيات الحكومية لأننى أبكى من أجل قطة.



قطة بيضاء مدللة اكتشفتُ فجأة أننى مسئول عنها وأننى أحبها .. وأبكى .. كما بشرتنى هى فى أول لقاء بيننا .. أبكى اعترافاً بحبها .. هل اعترف أحدكم بشىء ولم يبكِ .. بكاء الضعف والخجل .. وبكاء الراحة والأمل.



قال لى الطبيب: "سأستأصل المبيضين والرحم" فقلت مندفعاً: "لا .. لا أستطيع أن أقرر لها مصيراً لا تعرفه" فقال: "كما تريد" قلت: "كما تريد هى".



هل أحببت قطة لا تحبنى .. أم أحببت إنساناً زرعته أنا بداخلها .. هل حلمت بها طفلة أحملها فى صدرى .. وأشم رائحة الطفولة فى فمها الوردى .. أم أحببت روحاً تستند على وجودنا مقابل وجودها الجميل المستمر فى مشهد الحياة اليومى .. وجودها الذى يستدعى أرواح الجدات للبيت.

هل أحبتنى هى ولم تعترف. أم لا تعرفنى أصلاً. تعرف أربطة أحذيتى وتعرف أربطة عنقى - مشانقى الحريرية - وتشدهم منى فى الصباح وتتمسح فى قدمى حين تجوع كلما اقتربتُ من الثلاجة أو خزانة المطبخ. تموء لأفتح لها الصنبور وتموء كى أفتح لها الباب وتنام بجانبى أحيانا تنظر لى نظرات أفسرها أنا بالحب لكنها لم تقل لى صراحة أنها تحبنى.

قلت للطبيب بعد الإفاقة: "أليست جميلة" أجاب مقتضباً: "هى من ذوات الوجه القمرى وهى هجين من سلالات مختلفة" ثم وضعها فى قفص قائلاً: "أنتِ هنا حيوان أعجم فى طور النقاهة .. ستشرفيننا ثلاثة أيام" .. تبادلت معها النظر مخبّئين السر فى بطوننا وقالت لى: "خلِّ بالك .. سأعود لأرضعهم وأجلس كأسد قصر النيل على مسند الكنبة الحمراء ألعق شواربى وأَبْرُدُ مخالبى فى قماشها وأكر على صدر أمينة الدافئة إن شاء الله".



مسحوق لبن صناعى مذاب فى ماء مغلى ومُبرّد يُشفَط بسرنجة صغيرة ويُضَخ فى فم القطيطات الثلاث كل ساعتين. أثداء بلاستيكية ودفء مصطنع وابنتى ساهرة بعينين منهكتين والقطة البيضاء فى سجنها بالعيادة البيطرية مفتوحة البطن ممتلئة الأثداء تتلقى حقن المضاد الحيوى.



هل تعلمين أن قطة ثالثة ماتت.



صعدت أرواح القطيطات الثلاث إلى السماء كبالونات الهليوم والأم تنظر لهم فى بلاهة. تَبَقَّى لها اثنان تخاف عليهما وتنقلهما فى أرجاء البيت كل يوم. من أرفف خزانات الملبس إلى خزانة الأحذية ومن تحت حوض الغسيل إلى تحت السرير. لا تحس بالأمان بعد الذى جرى.



سحابة بيضاء حليقة البطن تمشى فى البيت بتؤدة وتوجس.



قطنة بيضاء تنام على جنبها و ندفتان من الثلج ترضعان من أثدائها.



زبد البحر وصوت العود وغناء صعيدى أخضر فى الأحلام ونسيم الصباح وصوت أمينة: "القطط فتحت عيونها".


2008
.

الثلاثاء، يوليو ٠٧، ٢٠٠٩

الأيام

الأيام بتهلّ ... قوام
والأحلام بتقلّ ... حبّه بحبّه

ماكنه سِنْجِرْ سودا
بتّكتِكْ فى الأوده
والأتواب ع الكنبه
زرقا وخضرا وبمبه
جلابيه كستور
مع مريله تيل ناديه
طلعوا آخر دور
مع أغنيه لشاديه
طلعوا لزينب فوق
أحمد علّى الراديو
قال : على قد الشوق
أجمل غنوة حُبّ
زينب لبست طوق
وبتلعب هولا هوب
و وهيبه بتطب .. عجين
تخبز كحكه عجبه
لولادها الأيتام
الأيام بتهلّ قوام
والأحلام بتقلّ ... حبّه بحبّه

الأيام بتهلّ وتمشى
وازاى بكره ما يِـتْـيَـتّمشى
ما نِـتْـيَـتّمشى
ودموعى من الرقبه
واصله لرمشى
أتوبيسى من العتبه ... للقدريه
عَدَّى على قيسون
فى حضن الحلميه
نادى لأمنا فاطمه
تركب ويّا زكيه
سافروا والاّ استنوا
اتغذبوا واتهنوا
لما نهارنا يعتم
يبقى بكره اتيتّم
يبقى ما نتكلمشى
يبقى سكوتنا كلام
الأيام بتهلّ قوام
والأحلام بتقلّ ... حبّه بحبّه

- ضايع منك ايه؟ ... بتعيط؟ ... اطلع دوّر بره ... فى النور ... جحا كان عنده حق ... الشمس اللى بتغرب ... تلاقيها فى الشرق
ضاعت منى ألوف, مش عايز ألاقيها ... ضاعت منى دموع, كان نفسى أخبيها ... وبقيت مش ملهوف ... على أيها حاجه ... مثلا ... النهارده الصبح قمت من النوم بالعافيه ... ومش فاكر أى تفاصيل بعد كده ... لكن فيه أوهام ... فيديو كليب أوهام ... أنا واقف مش فاهم... طالع من حمام ... أنا سايق عربيه ... ماشى وشايل شنطه ... باتكلم فى موبايلى ... باضحك للبواب ... واحد سد طريقى ... بيجر العربيه ... وعليها موازين ... حاطط فيها ذنوبى ... مع بسمات محبوبى ... وشوية فساتين ... أنا مرمى على الأرض ... صوت مزيكا بيعلا ... مزيكا نحاسيه ... من أيام العرش ... طبله تضرب مارش ... والدنيا بتلف ... لون بيخش فى لون ... كورس كل الكون ... نام يا حبيبى نام ... الأيام بتهلّ ... قوام ..... والأحلام .... بتقلّ ... حبّه ... بحبّه ...


2009
.

الأحد، يناير ٠٤، ٢٠٠٩

الفجر

الفجر لون المغرب المقلوب، فيه الظلام مغلوب، لا محاله، والشمس رحّاله من الشروق للغروب.
الفجر نادى، والميّه بتصبّح علينا، نشمر ونلقفها ونرميها على عينينا، صوت الأدان جامع واحنا لبّينا، بهمهمات الدخول، وشعرنا المبلول، الله أكبر نوينا

"الله أكبر الله أكبر"
دايماً بذكر الله نبدأ هنا يومنا
"أشهد أن لا إله إلا الله"
رافعين إيدينا سوا اليسرى واليمنى
"أشهد أن محمداً رسول الله"
يا رب املأ حياة المؤمنين يمنا
"حى على الصلاة حى على الفلاح"
إلهى قادر عدوك بالفشل يمنى
"الله أكبر الله أكبر"
يا رب ارحم عبيدك
"لا إله إلا الله"
يا رب ارحم عبيدك

صلاتنا نور للحياه
تواضعاً لله
ركوعاً
خشوعاً
فاضت عيوننا دموعاً

"سمع الله لمن حمده"

الحمد لله على النور اللى يزقّ الضلمه ويرشّ الندى على الورد

"ربنا ولك الحمد"

يا رب ارحم عبيدك
جايين لتوحيدك
شفايفنا للتسبيح
والأرض لجبيننا
نترص زى الأجنّه
سجوداً
سكوتاً
ما بين قتيل وجريح
فى الأرض لا نستريح
والنور بعيد وشحيح
بحق دم الشهدا
نوّر لنا المصابيح
ولمّا نرجع إليك
روحنا بلقاءك ترضى

"السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته"
احنا الشهداء اللى ماتوا
من أجل الوطن
ومن أجل الحياه
"السلام عليكم ورحمة الله"

2004
.

الاثنين، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٨

نقطه سودا من بعيد

كان ياما كان من كرامات والت ديزنى؛ انه خلّى السنجابه فى الغابه تقول لكلب الحراسه: تتجوزنى؟ قال لها : نتجوز! واتجوزوا ... وسابوا مدينة البط وبيتزا هت واتشال بيهم الزمن واتحط وهم راكبين سفينة الفضاء اللى بترجع إلى الوراء ورسيت بيهم عند الوزير بيدبا، فى الحال ... قلب السنجابه إلى أرنبه وطلّعهم من القِصّه المُصوّره ودخّلهم جوّه الحدّوته المحكيّه ... وقال لهم : ارجعوا للأمام .. لجزيرة الأحياء فى بحر الموتى .. حىّ الإمام.

السنجابه الأرنبه وجوزها الشاويش أبو سعيد الطيب ما كدّبوش خبر وسكنوا فى الشقة اللى قصادنا وخلفوا القطط أصحابنا.

أبو سعيد كان سليم الطويه. وعلى جبينه تكشيره دقهلاويه. وصوته شايل حنين من السنبلاوين ودكرنس وشايل لهجه تِوْصِل الدمايطه بالشراقوه بالبورسعيديه. والبياده اللى فى رجله بتزيّق على بلاط الحوش. واللبس الاسود فى الشتا واللبس الابيض فى الصيف والجلابيه والطاقيه ولمة العيال حوالين الطبليه ولقمة العيش مره مع الفول ومره مع الملوخيه والحمد لله.

وسعيد بيسهر يذاكر ويروح المدرسه ويلبس بيجامته المخططه وينام بعد الضهريه. يلعب معانا بالكوره الشراب على التراب وعلى الأسفلت. ويقعد على صندوق أحمر جواه عدّاد الميه ... ويقول مش عاجبنى رئيس الجمهوريه ... ويعيّط عليه فى تسعه وعشره يونيه وفى جنازته الأسطوريه.

أما لوزه الشملوله .. الشاطره فى لعب الأولى .. بتساعد أمها الأرنبه فى كل حاجه ... طبيخ وكنس ومسح وغسيل وخياطه ومشاوير .. وتقلب المرتبه ... وتنده بصوت عالى ... فين الحدوته يا بيدبا ؟

كان بيدبا قاعد بيتفرج على الماتش وسط هدير الجماهير بيركب وشوش الناس اللى شايفها على الحيوانات اللى يعرفها.

ووالت ديزنى قاعد بيرسم مجلة ميكى اللى بتنافس مجلة سمير.

وانا قاعد مع أحمد وسلمى وباحكيلهم:
- كان ياما كان الليل بينده على سلاطين الزبادى ... والنهار بينده على الفول والبليله ... بقدرتين بزّين يرضّعوا الحاره ... والهزيمه أخبار من غير لون ... والنصر تليفزيون بيجيب خطاب التنحّى ويحرّك الممثلين فى مسلسل الضحيه ... وبيلعب المباراة النهائية فى دورى أفريقيا ... والعساكر مترصصين على النجيله الرمادى ... ما يبانش بينهم أبو سعيد ... إلا نقطه سودا من بعيد ... وسط الهدير يا ولادى.

الاثنين، يونيو ٣٠، ٢٠٠٨

البيوت

كان ياما كان كل البيوت واحشانى.
بيت فى الزتون. له باب حديد بيودّى لجنينه شجرها قديم وأرضها تراب. وريحة رطوبه فى السلالم .. والنور اللى داخل من الشبابيك المكسورة بيقول لصاحبة البيت "صباح الخير يا هانم". وبنات حلوين على خدهم حَبّ الشباب والأم بيضا وبتضحك وحاطّه الكحل فى عينين ضيقين ومليانين شقاوة وخفة دم. تطبخ وتكلم قطه سودا واقفة على الشباك. وجوز الهند الكبير ورا كنب الصالون المدهب مستنى الضيوف. والميه ساقعة فى تلاجتهم القديمة.
وبيت فى الحدايق كان شبهه بالظبط بس الأم كانت حزينه وفيه شجرة جوافة والجاره اسمها ياسمينة.

وبيت فقير من دور واحد فيه سلالم ما لهاش درابزين وقرايبنا ساكنين على سطوحه مع الست روح المجنونة. دايماً قاعدة على السور بجلابية عريانة وبتكلّم ولادها اللى سابوها.

وبيت فى عين شمس يشبه بيوت الفلاحين.

وبيت نهارى يحلوّ ساعة العصارى وبالليل ينوّر بلمبه سهّارى تفرش ضلة الناس المربّعين على الكليم وحواديته تقفل رموش سليم وأمين.

وبيت فى قصر النيل مليان صور وتماثيل ونضيف وجميل بس الشوارع اللى حواليه أدفى والسما أصفى والشمس اللى براه بتنادى على العجوزه اللى ساكناه ترد وتقول: آسفه ... أنا ما باسيبش بيتى.

وبيت فى المعادى وسط الجناين والبنت لابسه فستان بحمالات ومبروزه الحلمات وكتفها محروق من الشمس ... وأبوها وأمها فى غاية الظرف ... وعندهم عَجَل ومراجيح وكلب وولف.

وبيت فى الحلميه الجديدة فيه تلات عمارات باصين لبعض وبيضحكوا بصوت عالى نغم بيلالى ... صوت الكمنجه نوح ... والشقه طالعه من رواية عودة الروح ... والضلمه بتخوّف فى أودة تحميض الأفلام.

وبيت فى العمرانيه من دور واحد فيه طقم أسيوطى فى الصاله والحيطان عليها رسومات بالزيت لستات عريانه وناس زعلانه كأنهم تماثيل فى صحرا بردانة على كوكب ما بتزوروش الشمس من ملايين السنين بس فيها قمر بنفسجى منوّر على طول ومخلّى النور فى الصور للأبد كأنه نور الفجر.

وبيت فى البدروم صاحبه اشترى سرير وبيقسّط تمنه ريال كل شهر.

وبيت فى راس البر حيطانه وأرضه حصير ونوره الفقير شايل ريحة البحر.

وبيت فى البساتين مليان قصارى صبار وعتر وريحان وشاهد قبر.

وفى بيت الإمام .. الشباك الأخضر .. قال للحيطه الجير .. ناكل عيش متقمر .. مع جبنه وجرجير.

بيوت كتير الزمن خلاها تشبه بعض.
أفضل ألف عليها ... وادق على البيبان وانادى ... ما حدّش يردّ علىّ
حابقى آجى فى وقت تانى ... يكونوا رجعوا بالسلامه إن شاء الله.

الأربعاء، أبريل ٠٢، ٢٠٠٨

بِسْمِللا

عيّل مستنى العشا بالبيجامه
عيش وجبنه بيضا وفجل
بعد أربعين سنه
جاله العشا ...
بيتزا مارجريتا على الموتوسيكل

أنا كنت هذا الطفل
و عشت هذا الزمان
عشته بحذافيره .. وبحناطيره .. وعربياته الكارو .. وبعواجيزه اللى بيجتروا حكايات بتتكرر فى كلامهم وكلام بعضيهم
أنا دلوقتى عجوز زييهم .. و كلامى بيتكرر
أنا قد أبويا لما أصيب بالدوخه
وقد جدتى وهىّ شايلانى فى المغربلين .. حاطّه على دماغى الطرحه .. من قسوة الشمس .. و شرّ الحاسِدين
و قد عبد الناصر فى سبعه وستين
و قد سيد درويش بعد ما مات بتمنتاشر سنه .. وهوّ فى السمٰاوات - حسب كلام أحمد حدّاد – مستمر فى الدندنه
و انا مستمر فى طفولتى و كهولتى .. و عدم الاجتهاد
أنا مستمر فى حياه ماشيه بمجدافين .. مجداف من الماضى ومجداف من المستقبل
وخيالى بيحوم حوالىَّ و باحوم حواليه
رقص باليه ... و لكنى - على رأى صلاح جاهين - عجوز متصابى
و ممكن تقول عنى كمان .. إنى مرابى
باسلّف مشاعرى وأحزانى على شكل قصايد .. وبترجع لى قصاصات فى جرايد .. وتعليقات على الإنترنت .. وابتسامات ودموع .. و دواوين شعريه بتنام على السرير جنبى .. وطول الليل تفكرنى بذنبى
أنا كنت هذا الطفل
بس اتكرمش قلبى
من فضلكم ... مش عايز شفقه
ومفيش مانع من دفقة حزن قبل الحضن اللى انا مستنيه منكم.

عارفين أنا نفسى فى ايه
أنا عايز أتوه .. ويلقونى ناس ما اعرفهمش .. والقى ناس ما يعرفونيش .. وأعيش بينهم .. أعيش .. واحكى لهم حكاية المعزة الهندية .. والبنوته المصريه اللى عايزه تعيش فى حريه .. وفؤاد حداد يعملها سحلية.. وستى هند تحولها لنخله مجنونه تتمايل بعصبيه

طيب ...
لاحظتوا الأسامى اللى انا جبتها فى كلامى .. دول ناس كلهم اتحطوا قدامى غصبٍ عنى .. برضايا .. عاشوا جوايا .. وبقوا حته منى
أيوه ..
هوّ ده اللى عايز أقوله من الأول
إنى لمّا شفت الطيارين بتوع الهوم ديليفيرى مستنيين على موتوسيكلاتهم .. وافتكرت حزمة الجرجير .. وشفت مصر من شباك القطر صعيديه وبحريه وأبديه وغيطانها مبسوطه بنيلها ونخيلها وخضارها الأسمر
روحى عرقت بالدموع
و خفت عليها
و رحت حضرت الأمسيه جنب الساقيه وفى الجنينه وعلى الضفه الغربيه
وكنت عاوز أتوه بين جمهور بيسقف .. وجمهور بيعيط .. وجمهور ما حضرش .. راح يفرش منديله على النجيله ويغمّس اللقمه .. ويروّح بيتهم ويطفى النور وينام فى سلام.

علشان كده أنا فارش قدامكم فضفضتى.
اتفضلوا يللا ... مدّوا ايديكم ... بسمللا.






الخميس، فبراير ٢٨، ٢٠٠٨

على لسان الينت

الواد ده حيرجع تانى يقوللى أغانى باينه زباله
الواد ده ضايع طحن وعامل فيلم مثقف على روشنه وعينيه بتشر سفاله
أنا بعد ما سابنى عجبنى قعادى لوحدى اديتها دماغ أنتخه من غير رجاله
وطحنت فى أكل ورز ومحشى وتورته كتير جداً بهباله
ورجعت أروح النادى وشفت هنادى وسارة وهاله
وشيرين ودتنا الساحل خدنا يومين فى مارينا ويوم فى العجمى ويوم فى غزالة
ورقصنا مارينجى وصلصا مع عثمان وكريم محمود وكريم دربالة
وحلقت لرامى وكان قدامى وبقى مبلول وفى أنيل حاله
علشان واقف بيسيح لجيرالدين مع عمرو شاهين بغباء ورزاله
وقعدت ساعات أتشات وبعتّ إيميل بالليل لجميع الشله انا هنا فى الفيللا ... قاعده لوحدى ومكبرة جمجمتى وعايشه حياتى وقافله موبايلى ومش بطاله
ولو فكرتوا تعطوا فى حته أو تتركنوا فى حفلة تكنو أو تنزلوا فاقوس مع مينا أو كلنا نطلع على سينا ... أنا شغاله






الثلاثاء، يناير ١٥، ٢٠٠٨

الأسماء

عبد السلام أحمدين صالح زناتى جاد
شخصية بيرم كتبها فى قصة زجلية
سيد محمد محمد إبراهيم شدّاد
واحد موظف قديم فى هيئة حكومية
كاظم شيرين البحيرى إسماعيل توحيد
وزير مفوض فى أمريكا الجنوبية
شديد محارب مجلّى عبد ربه شديد
صعيدى شايل تراب ضمن الفواعلية
خليل سعيد مرشدى عبد الجليل محبوب
غفير نظامى اتقتل بالليل فى دورية
فهيم جنينة نديم المنتصر أيوب
طبيب ممارس عام أطفال وجلدية
أيمن وأمجد ربيع رشوان عنب كارم
أخين توائم فى مدرسة السعيدية
عثمان زكى عثمان زكى زكى سالم
نزيل فى سجن القناطر تهمة سياسية
جرجس شحاتة أديب قسطندى عازر عيد
دكتور مهندس فى هندسة المنوفية
خلدون شبانة جزر نظمى قمر بوسعيد
شخصية ما اعرفهاش . شخصية وهمية
فرج استيفان كتكوت شلتوت نسيم عطوة
أبو المحاسن أبو القمصان أبو خطوة
سيد عفيفى على نادر عزيز تعلب
عبد المجيد فرغلى فارس عوض سحلب
شاهر سمير الشبكشى جاسر الشواف
حازم جمال السنوسى المرتضى خلاف
ناجى فريد الطناحى حسين أبو رية
أسامى فيها عرق ودموع وحنية
أسامى تنطق كلام بلسانى وعينيه
شهداء تراب الوطن والزرع والميه






الأحد، ديسمبر ١٦، ٢٠٠٧

كلام

فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
لحد ما بقوا صوت واحد
و بق واحد
و قلب واحد
وايدين و رجلين يرقصوا فى البحر الغريق
و يمشوا على الرمله
ترسم كعوبهم و صوابعهم طريق
زى طريق النمله
ترسم عيونهم خيط من البراءه
و خيط من الشهوه
تنطبع على شفايفهم تنوة القهوه
و حنين البوس
و فى خيالهم جنة الفردوس
فضل يتكلم معاها و تتكلم معاه
فى كل مكان فى الدنيا
و هى راميه ابتسامتها
من عيونها الشقيه
و هو رامى اللهفه
تحت رجليها
النهار يبقى ليل شويه
والصيف شتويه
والنظره حضن
والخوف أغنيه
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
من غير حدود
لحد ما كلامهم ملا الوجود
و بقى ولاد وبنات و ورود
و بقى من غيرهم موجود
يرجّع اللى عاشوه مع بعض
و يعيش اللى ما شافوهوش
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
لحد ما كل الناس حواليهم بقوا يتكلموا مع بعض ومع كل الكائنات
والقمر رسم نفسه دايره على السما
و غنى لها أساميهم
و لحد ما الشمس بقت بتدفى
والقطن بيزهّر
والحواديت بتسلّى
فضل يتكلم معاها وتتكلم معاه
بعد ما ماتوا
يوم القيامه مسك ايديها وفاتوا
وسط الحشود
وهرب معاها للخلود

الأربعاء، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٧

الكتاكيت

أيام زمان كان الزمن صغير والأيام مش كتير ، واللى الزمن يضحك له يشرب من الغدير ، واللى مش عاجبه يشرب من البحر.
دلوقتى الزمن معجز وأيامنا زادت ، زى الفرخه اللى باضت ، وفقست الكتاكيت و فاضت على الكره الأرضيه.
زمان ... كانت الأيام زى الكتاكيت الصفرا اللى بتبات فى الصندوق و سَمَاها طرحه بيضا قديمه ، وتصحى تلعب فى الشمس وتكبر بالراحه.
اللى يموت منهم بيموت.
واللى يعيش منهم بيعيش مبسوط.
مبسوطين بالعشه الخوص ، وبالست العجوزه اللى بترميلهم البرغل وتغوص .. فى أحلامها ، قاعده معاهم فى الشمس ، تكلم نفسها ، وتنادى على ابنها اللى اتسجن سنة تسعه وخمسين.
دلوقتى الست دى ماتت وابنها مدفون بعيد عنها.
والايام بقت كتاكيت بيضا بتكبر فى عشرة ايام ، وفجأة تتنفض ، يطير من على جسمها الريش ، وتدهن نفسها بالبيض والبقسماط ، وتنط فى فى حمام سباحه مليان زيت مغلى.
علشان كده اليومين دول ... الكتاكيت مليانه كوليسترول.
نرجع زمان أكتر ...
الست اللى قلت لكو عليها كانت بنت قاعده على باب الدار فى عزبة دقدوقه ومعاها عصايه ، بتنكش فى التراب وتبص على الكتاكيت اللى فى البراحايه ، الكتاكيت منطلقه ومش خايفه من الفِرّه ، والحياه من حواليهم كانت بروفات مستمره ... لحياه تانيه خالص ، حتتمثل بعد ميت سنه فى التليفزيون.
يعنى ثورة تسعتاشر .. كانت بروفه لمسلسل خمسه وأربعين يوم
يعرض فى رمضان والعيد
والسته البيض
والسته المش عارف ايه
والثوره العرابيه كذلك.
ودنشواى ... شرحه.
و أدهم الشرقاوى وسيد درويش ومحمد فريد وأبطال الحواديت وناعسه وأيوب وإسماعيل مهيوب والمندوب السامى حتيقابلوا جميعاً فى مدينة الإنتاج الإعلامى ... بعد عمرٍ طويل.
أيها الساده ...
الآن .. التاريخ متوفر فى جميع الأعمال الفنيه ، ممكن تشوفوه بعد الفطار ، وبعد اختفاء نشرة الأخبار – فى القنوات الأرضيه - ، واختفاء الكتاكيت الصفرا , وعمل طفره فى صناعة الأغنيه والكليبات.
أكثر من ذلك ...
البنت اللى على عتبة الدار ، قامت وعجزت فجأه فى الحلقه الأخيرة فى المسلسل والكتاكيت دخلت مجال الإعلانات.
والأيام بقت مكعبات ، تطبخ بيها الست العجوزة ، ودموعها تشبه زمان لما كانت بتعيط مع صوت زمارات الإنذار وضرب الطيارات فى سبعه وستين وتنادى على ابنها زى المجانين. وتشبه دموعها أيام حفر القنال وبنا الأهرامات.
الست فى المطبخ دموعها بتسأل يا ترى كام عيل ماتوا
والملك فى المسلسل بيعيط على أمه واخواته
بعد ما عاش حياته
على رصيف متدارى فى شوارع التاريخ
رجع و خد دور البطوله غصب
من فلاحين على طول الوادى والدلتا
ومن عمال التراحيل
ومن الطلبه اللى ماتوا على كوبرى عباس
ومن اللى عاشوا وقاموا بالثوره المصريه
أيها الساده
التاريخ اللى فى التليفزيون ماشى على السجاده
وسقفه نجف عالى
وفى وشه كشافات بتلالى ... وكاميرات بتسجل
وتاريخنا احنا
ايده بتطب العجين
ورجله غارزه فى الطين
وعنده بلهارسيا
بس ما بيموتش
عايش وحيعيش
هوّ اللى قال
اللى ييجى فى الريش بقشيش
والكتاكيت اللى بتلقط رزقها من كفه حترجع له
ومش حتموت من أنفلوانزا الطيور
والباشوات حتركع له
والزمن بيدور
و بيضحك و بيلعّب حواجبه
وبيقول للى مش عاجبه
اشرب من البحر.

أمين حداد