الأحد، فبراير ٠٤، ٢٠٠٧

حكاية الشمس مع ربّات البيوت



ربات البيوت صاحيين
عشان الشمس مواعداهم
حتقابل زكيّه على طرابيزة المطبخ وحتقابل فتحيّه على كنبة الصاله وفاطمه جنب المكتبه الرمادى ومنى مع القطه الرمادى وعصمت مع القطه الشيرازى ومارى فى البلكونه الورانيه وسوسن فى سوق الجيزه ورجاء على البسطه وبهيجه فى أودة النوم وروحيه وإنصاف ويسر واعتماد وليلى وكريمه فى الجناين والشبابيك والاسطح والمداخل
الشمس حتقعد معاهم كلهم
و كل واحده لوحدها
حتسمع منهم حكايات
وتاكل معاهم سندوتشات
وتشرب شاى بالبقسماط
وقهوه على السبرتايه
وتطبق ملايات وتقطّف ملوخيه وتفصّص وتقمّع وتقشّر وتنشّر فرش البيت وتخيّط شرابات
وحتعرف أخبار الأولاد
حتعد معاهم أيام فاضله على رجوع أمينه وعبد الحكيم وحسام
و حتفتكر وياهم أيام ما كان فؤاد بيطفى النور وبيتّاوب وصلاح بيدلّع ماما وينادى عليها من البلكونه وتيزه بديعه تجاوب على أسئلة الظابط بهدوء وافتخار وعامر بيقدّم لمحمد فى الابتدائيه
والتوهان والدوخه والسخونيه
والدكتور مجدى
ونجمة المغربيه وكسوفها من القمر اللى معدى
وسحابة الحب الوردى
والشجر الأحمر اللى بيخضرّ
والتمثيل الضوئى
والأفلاك
والمشوار اللى بتاخده عشان توصل للشباك
حتشيل وياهم العفار من على كراسى الصالون
حتسمع أبله فضيله
وتتناقش وياهم فى مسلسل إمبارح
الشمس جميله
حتجيلهم لابسه قميص النوم
ودراعاتها البيضا
بتقول الدنيا لسه بخير
وشعرها الناعم الأصفر الطويل
يشبه سلاسل الأحلام
وضحكتها اللى بتلعلع ... أنغام من أيام شجر الفاكهه وجنينه مش لاقيه نجيله
الشمس بتتدلع
الشمس اتلسعت لما اتدلقت كباية الشاى على وراكها
والبياعين ينادوا ع الخضار والفاكهه
وربات البيوت يضحكوا و عينيهم تدمّع
ويحطوا لها قشر بطاطس ويدهنوا لها بزيت
ربات البيوت حتتجمع من أنحاء الجمهوريه حوالين الشمس
يترجوها تبات ويّاهم
و تبات
فى سراير فوقها ناموسيات
يسهروا للفجر فى حكايات
جنبيهم سهرانه قزازة الميه والنضاره وطقم الأسنان ... والأدويه
علشان كده يا ولاد
الشمس ماهيش طالعه بكره الصبحيه

أمين حداد 2006

هناك ١٤ تعليقًا:

  1. يا جمالك يا ريحة الحبايب.. أهلاً بيك يا أمين في الفضاء التخيّلي.. أيوة كدة خللي التخيُّل يحلوْ :-)

    ردحذف
  2. شكراً يا عمر
    وعلى رأيك

    لو كان غنايا بسيط
    هيلف ويجيبك

    ردحذف
  3. أقرأ النص فتنكشف الروح كأنها سجادة فارسية عليها نقوش من الماضي ورؤى للمستقبل
    أتذكر الآن قصيدة قديمة لك كنت قد قرأتها..كنت تتكلم في نهايتها عن إطفاء النور بالقلم الرصاص.. أرجو أن تعيد نشرها
    أنت جزء من ذاكرتي.. وامتداد شفيف لما يحمله الوعي من صور لا تُنسى

    محبتي

    ردحذف
  4. شكراً يا ياسر
    القصيده نشرتها فى دبوانى الأولانى ريحة الحبايب
    اللى هو مش موجود قى أى مكان
    و ان شاء الله حابعت لك القصيده

    ردحذف
  5. قصيدتك وزنت مع إحساسي بكراهية النسا اللي شاطت ف مجتمعنا وشممتني ريحة مصر بقوة مش معهودة بالنسبة لي غير ف حاجات قليلة قوي وحالات منها قصايد تانية ليك زي "الأسامي"، مصر الأُمّويّة اتبعثت ف قصيدتك يا أستاذ.

    عظيم.

    ردحذف
  6. دلوقتى فهمت يا حمكشه
    ما كنتش فاهم حكاية الأمويه دى خالص
    شكراً على تعليقك

    ردحذف
  7. أعذرني، الرابط وقع مني:
    http://en.wikipedia.org/wiki/Matriarchy
    بس أنا مش متأكد مصر كانت ف يوم من الأيام أمومية سياسيا ولا لأ، بغض النظر عن حكم الملكات، لكن اجتماعيا ونفسيا شايف كدا. يعني مقابل الأبَوية بالظبط. لكن اللي اعرفه مثلا إن ف النوبة، قبل التهجير وبعده، تلاقي رجالة وأولاد وشباب ف البلد معروفين باسم أمهاتهم، لما تكون الأم أقوى وأكثر تأثيرا وبروزا عن جوزها غالبا، ويتقال دا باحترام مش تقليلا من الشأن خالص، إلا ف حالات نادرة وبعد التهجير بالخصوص.

    ردحذف
  8. يا عزيزي يا أمين
    ما بعرف شو بدي قول
    بس بعرف إنو بعد هالنّهار المتعب اليوم، و الّي كان قابضلي عقلبي، قررت أقرالك شي، كان أحسن قرار باخدو اليوم لأنو بعد طول انتظار، انفرجت أساريري... رحت على مكان و زمان آخريْن، رحت على إيام ما كنت زغيرة، وقت كون مريضة، فاغيب عن المدرسة، و أنبسط بتفاصيل هاللحظات (الي إنت ذكرتا بالظبط)و خاصّةللإحساس بشمس الصباح في بيتنا. كان يعجبني هالعالم كتير و إتمنى لو كل يوم فيني أمرض

    شكراً لأنك ذكرتني أدّيه همومي زغيرة
    قدّام بساطة الحياة

    تأثير هالقصيدة بيشبه تأثير فيروز عليي وقت الشدة

    ردحذف
  9. أتمنى أن تشرفني في مدونتي الجديدة عامل حفلة على الضيق عازم فيها الحبايب كلهم ومفيش داعي تكلف نفسك وتجيب إي حاجه معاك كفايه هاتنور المدونة

    ردحذف
  10. الله يا امين الله الله الله
    يه الدفا اللى فى القصيده الجميله دى

    ردحذف